يحمل العلم فى طياته الثمينة عددا من الأوراق البحثية الذهبية والتى أثرت بشكل كبير ف مسار البشرية حتى أنها كانت قادرة على تحديد المسار الذى نطرقه الآن فيما يخص الرعاية الصحية. كانت دراسة كوبنهاجن العامة للسكان واحدة منها. لمدة تقترب من العقدين أنتجت تلك الدراسة أكثر من 50 ورقة علمية ألقت الضوء على مانعرفه اليوم عن مخاطر السرطان والأوعية الدموية الناتجة عن زيادة الدهون الثلاثية وليس البروتين الدهنى منخفض الكثافة
يعتبر الدانماركيين من الرواد فى مجالات كثيرة. فهم من من اخترع لعبة الليجو- اللعبة الرائعة والمفيدة. وقد سميت الدانمارك بعاصمة أوروبا الخضراء بعد تركيب أكثر من 90% من توربينات الهواء فى العالم. ولهم أيضا الفضل فى اختراع البلوتوث – اسما, فقد سميت تلك التقنية باسم ملك الفايكينج بلاتاند والتى تترجم “السن الزرقاء” أو البلوتوث. فقد وحد الملك دولتى الدانمارك والنرويج تحت راية المسيحية كما وحدت تقنية البلوتوث التقنيات الحديثة اليوم. كان للدانماركيين تأثيرا مهما أيضا فى مجال الرعاية الصحية بلا شك! فجامعة كوبنهاجن لديها باعا كبيرا فى الاكتشافات التى يرجع تاريخها إلى 500 عام. فقد حصلت الجامعة بصفتها و بصفة باحثيها على أكثر من 37 ترشيحا لجازة نوبل. فمن أكثر من مائة عام قام دانماركى أخر هو كريستيان بوهر- قام باكتشاف مانطلق عليه اليوم “ تأثير بوهر“ وهو المبدأ الذى قام لأول مرة بشرح العلاقة بين الهيموجلوبين و تركيز ثانى أكسيد الكربون و هو المبدأ وراء تبادل الأوكسجين وثانى أكسيد الكربون فى الدم.
لماذا أحكى لكم كل هذا؟ بعيدا عن حقيقة أننى معجبة بما فعله الدانماركيين للعلم, فأنا أردت أن أبين وجهة نظر قبل أن أطلب منكم أن تأخذوا اكتشافات دراسة كوبنهاجن العامة للسكان على محمل الجد بينما أنا اشاركها معكم.
يتكون كوليسترول الدم من أنواع عديدة من الجزيئات الدهنية ( يمكنك مشاهدة منشورى السابق حول هذا). البعض من تلك الجزيئات جيد والبعض الأخر مضر و هناك أنواع أخرى مثل الدهون الثلاثية والتى لم نستطع أن نأخذ منها موقفا لسنوات عدة. كانت الدراسة قد ذكرت للمرة الأولى أن هناك 27% من السكان ” تقريبا الربع” لديهم مستويات عادية إلى متوسطة من الدهون الثلاثية. هذا المدى من العادى إلى المتوسط من 2 إلى 10 مليموللتر أو من 176إلى 880 ملجم100مل لتر. بالنسبة للأفراد الذين يملكون مثل تلك النسب فعادة ماتكون بسبب الوزن الزائد أو مرض السكرى من النوع الثانى أو استهلاك الكحول. بعض الخواص الجينية قد تكون مشاركة أيضا, و مع ذلك, فإن متماثلة بعض الطفرات التى لها علاقة بأيض الكوليسترول قد تتسبب فى مستويات الدهون الثلاثية لأكثر من 10 مليموللتر ( 880 ملجم100مل لتر). لدينا أيضا القليل من الأدلة لنلقى باللوم على الجينات حول انخفاض نسبة الدهون الثلاثية تحت مستوى 10 مليموللتر. وعلى الرغم من ذلك, لدى كل من مرض السكرى الغير منظم وإدمان الكحوليات حصتيهما من التسبب فى ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية لكن الأغلبية العظمة ممن يعانون من نسبة الدهون الثلاثية الأكثر من 10 مليموللتر ترجع اصابتهم إلى الطفرات الجينية.
وبعد معرفة هذة المعلومات, لنرجع سويا إلى النتائج الدانماركية. كنا تعلمنا مرارا و تكرارا أن نسب الكوليسترول يجب أن تؤخذ بعد 10 ساعات من الصيام. قامت دراسة جامعة كوبنهاجن العامة للسكان باختبار فرضية أن مستويات الدهون الثلاثية العشوائية ” بدون صيام” قد تتنبأ بخطر الاصابة باحتشاء عضلة القلب, داء القلب الإقفارى و ربما الوفاة أيضا. لقد كان الأمر غريبا نوعا ما لكن ماقدمه العلماء الدانماركيين من البيانات كان صحيحا” مجددا”. وفى الحقيقة, اتضح أن قياس مستوى الدهون الثلاثية لغير الصائمين هو الطريقة الوحيدة لتضمين البروتينات الدهنية المتبقية فى قياس الدهون الثلاثية, وهو نوع من أنواع الكوليسترول المرتبط ارتباطا وثيقا بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية.
قام الباحث الرئيسى فى تلك الدراسة -وهو البروفسور نوردستجارد- بالتعمق أكثر فى البحث على مدار السنوات الأخيرة. حيث قام بتحليل البيانات من دراسة جامعة كوبنهاجن العامة للسكان مع بيانات دراسة القلب لمدينة كوبنهاجن لحساب مخاطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب, داء القلب الإفقارى و كذلك أيضا التعايش عموما مع مستويات الدهون الثلاثية. بمعنى أخر, بفضل تقارير أبحاثه فنحن اليوم يمكننا أن نقوم بقياس مستوى الدهون الثلاثية لشخص ما ونقدر بدرجة كبيرة من الثقة نسبة خطر إصابة هذا الشخص بالأمراض السابق ذكرها. ويجب أن أقول: أن تلك البيانات مذهلة حقا!
هاهى ترجمة لنتائج الدراسة(انظر صفحة 6 من 18 هنا):
- مخاطر احتشاء عضلة القلب يكون أعلى 2.9 ضعفا عن الطبيعى إذا كان مستوى الدهون الثلاثية 200 ملجم100مل لتر وأعلى ب 4 أضعاف إذا كان مستوى الدهون الثلاثية 400 ملج100مل
- مخاطر داء القلب الإقفارى أعلى ضعفين عن الطبيعى إذا كان مستوى الدهون الثلاثية 200 ملجم100مل لتر و 2.5 ضعفا إذا كان مستوى الدهون الثلاثية 400ملج100مل
- مخاطر السكتة القلبية الإفقارية أعلى ب 1.5 ضعف إذا كان مستوى الدهون الثلاثية 200 ملجم100مل لتر و 2.5 ضعف إذا كان مستوى الدهون الثلاثية 400 ملج100مل
- مخاطر الوفاة أعلى ب 1.5 من الطبيعى إذا كان مستوى الدهون الثلاثية 1200ملجم100مل لتر و أعلى 1.9 ضعفا إذا كان مستوى الدهون الثلاثية 400 ملجم100مل لتر
وبطبيعة الحال, فإن مخاطر الأمراض السابق ذكرها ستكون أكبر إذا كان قياس الدهون الثلاثية أعلى من 400 ملجم100مل لتر” فكلما ازداد مستوى الدهون الثلاثية , ازدادت مخاطر الاصابة. فإذا كنت تعانى من حالة كهذة أو تعرف صديقا, جارا أو زميلا يعانى من مستويات عالية من الدهون الثلاثية, فيجب اتخاذ القرار على الفور لحجز موعدا لدى طبيب القلب الخاص بك ولا تهمل الأمر لتطمئن على مستوى الكوليسترول على الأقل مرة سنويا و تأخذ القرارات التى من شأنها تقليل مستواه إلى أقل من 100 ملجم100مل لتر فى أقصر وقت ممكن و هاهى الخطوات:
- التمرينات العادية والعنيفة
- الكثير من الخضروات, كميات محدودة من النشويات, القليل جدا من الجبن, اللحوم, والدهون الحيوانية
- تخفيض استهلاك الكحول
- ضع فى الحسبان تناول بعض مكملات النياسين والأوميجا ثرى
- ضع فى الحسبان بعض أدوية النياسين والأوميجا ثرى أو EPA التى يصفها الطبيب
- ضع فى الحسبان بعض أدوية الستاتينات والألياف و مثبطات امتصاص الكوليسترول التى يصفها الطبيب
- ضع فى الحسبان تناول مكملات الأحماض الصفراوية
أبدأ باختيار واحد على الأقل تشعر معه بالارتياح ليناسب نمط حياتك و معتقداتك وجربه بجدية لمدة 3 شهور. قم بعد ذلك بفحص مستوى الكوليسترول الخاص بك. إذا لم يكن هناك انخفاضا فى المستوى بنسبة 10% على الأقل مقارنة بالفحص السابق, فيجب إذن أن تقوم بتكثيف اختياراتك من القرارات أو تقوم بتجربة اختيارات أخرى لمدة 3 أشهر أخرى: سيكون أيضا من الأفضل أن تكون تحت تدريب طبيب متخصص حيث سيرشدك بطريقة أفضل من أجل الوصول إلى نتائج أفضل. من المهم أيضا أن تتذكر أن مخاطر الإصابة بأمراض احتشاء القلب و داء القلب الإفقارى والوفاة لا تنخفض نسبتها طالما ظلت نسبة الدون الثلاثية لدين أكثر من 100ملجم100مل لتر
إن ماذكرناه ليس مجرد مناقشة نظرية ولكن بيانات حقيقية من أرض الواقع. إن كان هناك تساؤلات حول الأدوية والعقاقير المذكورة سابقا, يمكنك الاتصال بلا لمناقشة احتمال حدوث أى من الأعراض الجانبية التى قد تقلق بشأنها. هناك احتمالات أن واحدا أو أكثر من خيارات العقاقير التى ذكرتها ستكون على مايرام بالنسبة لك أو لأعزائك. هل ينجح النظام الغذائى وحده؟ حسنا, لاتغير ماتفعله عادة لكن إذا لم ينجح النظام الغذائى والتمارن الرياضية فيجب إذن ان نستفيد من العلم لأننا نستطيع بكل تأكيد!
يمكنك معرفة المزيد عن مكملات النياسين أو الأوميجا ثرى فى المنشورات التالية. وللأسف, ليست كل خيارات العقاقير تحقق أفضل النتائج. قم بالتحدث مع الصيدلى بخصوصها أو الق نظرة على المنتجات الموثوق بها والتى أنصح بها فى الروابط المقدمة.
كونوا فى صحة جيدة!
Published by